جبتلكوا النهاردة تقرير انا اللي عملته للعربي و أخد درجة كاملة كمان ..... يعني مضمون أنا سبت مسافة بين كل صفحة و التانية على أساس اني طبعته بالتقسيم ده الغزل العذري
ليس في عصور الشعر العربي عصر لم يعرف الغزل . إلا أن هذا الغرض من أغراض الشعر قد ازدهر بوجه خاص في العصر الأموي . و للغزل مدرستان : العذرية و الحضرية . شاعت المدرسة الأولى في البادية و كان زعيمها جميل بن معمر العذري ، و انتشرت الثانية في المدينة و حواضر الحجاز ، و كان زعيمها عمر بن أبي ربيعة .
نظرة عامة إلى نشأة الغزل العذري :
غزا التيار العذري البادية و امتد تأثيره حتى عصرنا ، و لو بخجل ، متلونا بأناشيد الحرمان و ولوع الأشواق و شكاوى الفراق و الحب الدفين . إنه الغزل الحزين ، و أغنية الوعد تنقضي السنون و لا يتحقق .وبقدر ما الغزل العمري متملق يعرف كيف يدغدغ عواطف النساء و يثيرها ، بقدر ما الغزل العذري صادق لأنه متنفس القلب و نجوى تناغي بها روح الحبيبة :
** يهواك ما عشت الفؤاد فإن أمت
يتبع صداي صداك بين الأقبر **
و يبدو أن الطهر و العفة و النقاء و الإخلاص ، كانت من سمات شعراء البوادي ، إذ قلما نجد شاعراً منهم في العصر الأموي ، لم ينطبع شعره كله أو معظمه بهذه السمات ، أو بتلك الطوابع .
و يعزو كثير من الباحثين ظهور العفة في شعر الغزل إلى أخذ الناس بأسباب الدين و بأسباب الحياة الخلقية و الاجتماعية التي كانت تسود أوساط الناس في البوادي ، و ربما كان شيء من ذلك صحيحاً و ربما كان أيضاً كثير أم قليل من ذلك صحيحاً .
و كان مثل هؤلاء الشعراء كثيرون يتقلبون في البوادي و هم في أساليبهم الغزلية و في رواياتهم الغراميه . و قد نسج الرواة و الأدباء حولهم أقاصيص تتشابه و تتقارب حتى لتظن الواحد منهم الآخر ، و حتى لتحسب كلام الواحد كلام الآخر .
و إذا بدا على هذا الغزل بعض الإشارات المادية أحياناً فما ذلك إلا امان يرسلها المتيم متأثراً بحرمانه ، أماني شاعر عاشق يعرف مسبقاً أنها لن تتحقق .
و الغزل الذي نما بشروط الحياة في البوادي ، انتج لنا نموذجين اثنين من الشعر :
1. غزل عفيف طاهر ، طغت عليه نزعة الحب الوجداني و عميده جميل بن معمر .
2. غزل نقي باهر ، طغت عليه نزعة الحب الوصفي و عميده ذو الرمه .
مما ينطبع على الغزل العذري :
1- بساطة معاني الحب الذي ينفعل به و ينهب عواطفه .
2- الصدق النفسي ، حيث يصدر الحب عن صاحبه كدفق الماء من الينبوع . بالإضافة إلى الصدق الفني ، حيث يعبر الشاعر عن حبه دون زيف .
3- وحدة الغرض و الاتجاه ، بحيث ينشغل المحب بمحبوبته و لا يتجاوزه بل يستغرق فيه .
4- الأسلوب المباشر ، حيث يتجه الشاعر إلى الحب وحده دون التواء .
5- العفة في الأسلوب و طهر القول ، وعدم التطرق إلى المغريات الجنسية .
6- تصوير حالة اليأس التي يعيشها الشاعر بسبب شد أسر المحبوبة له .
7- الصفاء و الإشراق ، حيث يتطابق عمق الحب مع قوة اللغة الشعرية و جزالتها .
من أعلام الغزل العذري :
1. جميل بن معمر
** أنا جميل في السنام من معد
في الأسرة الحصداء و العيص الأشد **
ينتسب جميل إذاً إلى معد ، ولد بن عبدالله بن معمر العذري في وادي القرى بالحجاز . غير أن شهرته لم تكن في انتسابه إلى معد ، بل بما نسبه الناس إلى قبيلته فقالوا جميل العذري ، و إلى معشوقته فعرف باسمها ( جميل بثينهة ) .
و أبناء عذرة قبيلة اشتهرت بالحب العذري الذي يقوم على الصدق و الإخلاص و العفة .
اعتبر جميل بثينة زعيم المدرسة العذرية بلا منازع ، لما اتصفت به نفسه من حب عفيف و صدق و وفاء ، فأسبغ ذلك على شعره الذي امتاز بلوعة الشعور و رقة العاطفة و جزالة العبارة . و يظهر في بعض أخبار جميل ، انه كان واضح القسمات ، طويل القامة ، عريض المنكبين ، جذاباً للنساء مشهوراً باللباس الحسن و الحلة الفاخرة ، كان فارساً شجاعاً ، و قيل إن رجولته هي التي فتنت بثينة فتعلقت به حتى دفعته إلى التهور و الحمق . و مما جاء في شعره عن بثينة :
** لقد أورثت قلبي و كان مصححاً بثينة صدعاً يوم طار رداؤها **
** إذا خطرت من ذكر بثنة خطرة عصتني شؤون العين فانهل ماؤها **
شعر جميل من أجمل و أرق الشعر الأموي . فقد كان تنفساً لحياته و صورة لخلجات روحه و بذلك كان فنه في شعره فن الحياة المتدفقة و فن العاطفة النابضة التي لها كلام خاص و أساليب خاصة .
منح شعره الغزلي الذي نسج العلاقة بين الرجل و المرأة ، بعداً آخراً ، استكمل به التاريخ الآخر لمعنى الحب ، و لمعنى العلاقة بين العاشقين . فالمرأة الحبيبة في هذا الشعر ، ليست النساء كلهن و حسب ، و إنما هي كذلك الوجود كله . يقول جميل :
** رفعت عن الدنيا المنى ، غير ودها
فما أسأل الدنيا و لا أستزيدها **
شكل جميل في حد ذاته ملحمة حب عظيم ، غير أن الفيض الأعظم من ذلك ، ما خلفه لنا تلاميذ مدرسته الذين تأثروا به و ترسموا خطاه . فشعره الذي يمتاز بالرصانة و القوة و الإشراق من الناحية الأسلوبية ، ترسمه أيضاً صحبه من الشعراء ، أولءك الموحدون في الحب ، أمثال كثير عزة ، و كان تلميذه و روايته ، و قيس بن الملوح مجنون بني عامر ، وقيس بن ذريح ، و عروة بن حزام .
2. قيس بن الملوح
قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة العامري و الملقب بمجنون ليلى ( توفي عام 688 ميلادية ) . شاعر غزل عربي / من المتيمين ، من أهل نجد . عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان . لم يكن مجنوناً و إنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد العامرية التي نشأ معها و عشقها فرفض أهلها أن يزوجوها به ، فهام على وجهه ينشد الأشعار و يأنس بالوحوش و يتغنى بحبه العذري ، فيرى حيناً في الشام و حيناً في نجد و حيناً في الحجاز .، إلى أن وجد ملقى بين الأحجار و هو ميت فحمل إلى أهله .من أشهر قصائده ( المؤنسة ) ، ومما جاء فيها :
** تذكرت ليلى و السنين الخواليا
و أيام لا نخش على اللهو ناهياً **
3. قيس بن ذريح
قيس بن ذريح بن الحباب الكناني . شاعر من العشاق المتيمين ، اشتهر بحب لبنى بنت معمر بن الحباب فتزوجها ثم طلقها بتحريض أمه ، فتزوجت من غيره فلم يطق بعدها عنه فطلقها زوجها و عادت إلى قيس . من شعراء العصر الأموي و من سكان المدينة و كان رضيعاً مع الحسين بن علي بن أبي طالب أرضعتهما أم قيس بنت حصن من بني زريق . شعره عالي الطبقة في التشبيب ووصف الشوق و الحنين إلى المحبوبة .
4. عروة بن حزام
عروة بن حزام بن مهاجر الضني ، من بني عذرة .
شاعر ، من متيمي العرب ، كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد ، لأن أباه خلفه صغيراً ، فكفله عمه .
و لما كبر خطبها عروة ، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن ، و عاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء بالشام فلحق بها ، فأكرمه زوجها .
فأقام أياماً و ودعها و انصرف ، فضنى حباً ، فمات قبل بلوغ حيه و دفن في وادي القرى ( قرب المدينة ) . له ديوان شعر صغير .
الخاتمة و التوصيات
و في النهاية ، اود أن أعبر عن مدى إعجابي بالغزل العذري ، فهو برأيي ، تعبير صادق و عفيف عن الإعجاب بالمحبوبة ، و تصوير لولع الأشواق ، بعيداً عن الوصف الحسي الفاحش ، و لذا ، أوصيكم بالاطلاع على دواوين الغزل العذري ، و بقراءة أبيات مما جاء فيها ، فالغزل العذري صفحة بيضاء ناصعة ، و روضة زهراء مؤنقة ، و واحة خضراء ، و موسيقى خلابة في نطاق شعر الغزل عند العرب .
المصادر و المراجع
1. الدكتور قصي الحسين ، تاريخ الأدب العربي ، العصر الأموي ، الطبعة الأولى ، منشورات دار و مكتبة الهلال بيروت 1998 م
2. د. يوسف عيد ، ديوان العذريين ، الطبعة الأولى ، دار الجيل للنشر ، بيروت ، 1992م – 1413 هـ
3. الموقع :
4. الموقع :
وبس يارب تكونوا استفدتوا منو