قال تعالى
(((وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَداًّ وَهُوَ كَظِيمٌ أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ))16-18 الزخرف
نقل الطبري عن إبن عبّاس قوله (: { أوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ } قال: يعني المرأة.)
على هذا فالمعنى هو أوجعلوا من ينشأ في الحلية بنات لله تعالى الله عن إفكهم--- والنساء منذ نشأتهن يحلّون بالحلية---فالعبارة من أسلوب الكناية --أي "مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ " كناية عن المرأة
أما كونهن في الخصام غير ظاهرات ولا منتصرات فلأن الخصام والنزاع شغل الرجال لا شغل النساء--سواء كان الخصام اشتباكا ماديّا أم فكريّا--أي أن الآية تتحدث عن الواقع الإجتماعي للمرأة لا الواقع التكويني الفوسيولوجي--فالمرأة طبيعتها الإجتماعية لا تناقش ولا تجادل ولا تشتبك ماديّا فلا تنتصر في هذه الميادين لضعف التجربة والمراس لا ضعف العقل والإحساس
قال إبن عاشور فأبدع ((و { الخصام } ظاهره: المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجّة، فيكون المعنى: أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. وعن قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: { من ينشأ في الحلية } هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، وعلى هذا التفسير درج جميع المفسرين.
وأضاف
(والمعنى عليه: أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى لا يقدرْنَ على ما هو أشد من ذلك في الحرب، أي فلا جدوى لاتّخاذهن أولاداً.)
يقصد قولهم عن الملائكة بنات الله--
ثم قال
(ويجوز عندي: أن يحمل الخصامُ على التقاتل والدّفاع باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب، قال تعالى:
فمعنى { غير مبين } غيرُ محقق النصر))
و مع كوننا نعترف بأنّ المرأة لا تختلف عن الرجال من حيث القدرات العقليّة إلّا أنّ طبيعة المجتمع جعلتها ترضى بترك أمور الأفكار والعقلانيات للرجال--لذلك فعددهن قليل على مدار التّاريخ
---------------------------------------------------------------------------------------
ملتقى التأويل